نفسي التي تملك الاشياء ذاهبة فكيف أبكي على شيء إذا ذهب
هذا ما يقال وهذا ما نسمع لكن الحقيقة تختلف كثيرا عن الواقع
صحيح أن نفسنا تذهب لكن من اصبح يسال عن نفسه من أصبح من يقول أريد الصحة
والسلام من منا يقول الحمد لله لأنه ليس ضرير وليس كفيف وله يدان وله قدمان
من منا يشكر ربه على أنه يسمع ليس فقط يسمع غيره بل أقله يسمع إحساس نفسه
من منا يشكر الله على ان عقله سليم ولا نراه ينزل في احد المشافي ينتظر
العلاج الرحيم
ربما يوجد منا من يشكر الله ويحمده
لكن اصبحنا اليوم في وقت نبكي على ضياع المال قبل ضياع الإنسان وعلى ضياع الفلس بدل البكاء على ضياع النفس.
أصبحنا نتألم إن تركنا صديق او غادر عنا حبيب أو رحل عنا والدينا او أخواننا أو ابنائنا
معنا الحق بأن نحزن لكن ليس معنا الحق بأن نقول لماذا؟؟
فهذا قضاء الله وهذا قدره فإن بكينا على ضياع مالنا او ضياع عمل من اعمالنا
سدىً أو درسنا ورسبنا او فشلنا بتجاربنا نبكي نرى الحياة قاسية نرى سوادها
نرى فقط ما قدمته لنا من سيئات بل ما اعتقدناه انه سيء ولا نفكر ملياً
ونقول هذا ما شاءه الله وهذا ما اراده
لم نستقبل وداعنا لكل ما يمر علينا بابتسامة وصدر فسيح بل راينا الحياة هماً ووهما وكذب ولم يعد بها صديق او رفيق.
نقول الحياة حظ ونتخفى كالنعام في الرمال نقول حظنا سيء والكثير من الأمور
لكن لا نقول الحمد لله وأن الله إن لم يعطنا الخير اليوم يعطينا ااياه غداً
او بعد غد وربما ليس لنا نصيب لماذا لا نقول الخيرة فيما اختاره الله
لماذا لا نقول ان هذا لم يكتب لنا فلنبحث عن غيره لنقل الحمد لله ونبتسم
فوقتها الله سيجزينا أحسن من ما ذهب وما ذهب منا فالنقل له الوداع ونبتسم
وإن كان لنا نصيب بغيره سنأخذه فأنفسنا التي تملك الأشياء ذاهبة ومعرضة
للزوال والمرض والكهل فكيف نبكي على ما يضيع منا ولا نبكي على ضياع نفسنا
إن ضاعت في هذه الحياة وكيف لا نبكي على أنفسنا إن حدفتها الحياة في
مساوئها وكيف لا نبكي على نفسنا إن ظلمنا هذا وكذبنا على ذاك كيف هذا ونحن
ما زلنا نركض وراء ملذات الحياة ننتظر راحة جيوبنا ونبتعد عن راحة أنفسنا
وضميرنا ظناً منا أن وفرة المال سوف تغني عن هدوء بالنا وعقلنا وعن راحتنا.
فكيف نكون هكذا وما زلنا نبكي ونيأس على أشياء ضاعت من يدينا ولم يكن لنا
بها نصيب ولم تكن لنا بيوم فكيف لا نبكي على أنفسنا التي نعيش بها ونعيش
لها وإن متنا وذهبنا الى خالقنا ما سنسال أبدا إلا عنها وكيف أعطيناها حقها
وكيف حفظناها وكيف أعددناها للقاء ربها.
اختم نهاية كلامي فما اجمل من هدوء النفس ورجاحة العقل والحكمة فكيف نكون
حكيمين لذاتنا وكيف نحصل على الراحة وكيف نكسر المستحيل ونكون نحن من دون
ان نؤذي الأخرين فالوصول الى المستحيل ربما صعب لكن الوصول للراحة اصعب
فكيف تريح نفسك وتحضرها للقاء ربك انت من ستجيب نيابةً عن نفسك.....